--------------------------------------------------------------------------------
كنت فى مراهقتى , كأى شاب يحلم بفتاة جميلة يحبها أو بالأحرى يتخيل نفسه معها يعيشان أحد القصص الرومانسية التى يراها على الشاشة الكبيرة, وشدتنى الفنانة / نجاة الصغيرة بصوتها الدافئ الحنون كثيرا, وأحببتها كثيرا رغم إنها من جيل أمى وأبى, أحببتها لأنها ربما كانت تمثل لى الأم الحنونة وفى نفس الوقت الفتاة الجميلة من وجهة نظرى, وكنت أعشق أيضا شاعر الرومانسية الرقيق / كامل الشناوى, وكنت أشفق عليه كثيرا , فكان رغم حسه ومشاعره وفنه الراقى وخفة ظله المتناهية , لم يكن لديه حظا من الوسامة.
وعلمت أنه يشاركنى حب الفنانة نجاة, ولم أكن لأتنازل عنها سوى لكامل الشناوى, فقد كنت أدرى حقيقة ذاتى أنى مراهق وهى بالنسبة لى لاتعدو الحلم الجميل, ولكنها بالنسبة له حقيقة جميلة يمكن أن يموت من أجلها, وعندما كتب "لاتكذبى" كانت لنجاة الصغيرة, ووقتها علمت أنه لن يتحمل ماجاء من معانا حقيقية ضمن قصيدته وسوف يموت ذلك العاشق الرقيق المسكين, أحبها ولم تحبه, وتغنت أيضا هى بالقصيدة"لاتكذبى" التى صورت مأساته معها.
ولكنى لم أحب هذه القصيدة لأن بها شجن وألم لإنسان أحبه كثيرا, إنسان شكل جزء من وجدانى, هو / كامل الشناوى.
إليكم القصيدة بما تحوى بين طياتها من آلام إنسان
لا تكذبي
إني رايتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر وادَّعى !!
إني رايتكما
إني سمعتكما
عيناك في عينيهِ
في شفتيهِ
في كفيهِ
في قدميهِ
ويداكِ ضارعتان
ترتعشان من لهفٍ عليهِ
* * *
تتحديان الشوقَ بالقبلاتِ
تلذعني بسوطٍ من لهيبِ
بالهمسِ , بالآهاتِ , بالنظراتِ ,
باللفتاتِ, بالصمتِ الرهيبِ
ويشبُ في قلبي حريقْ
ويضيعُ من قدمي الطريقْ
وتطلُ من رأسي الظنونُ تلومني
وتشدُ أذني !!
.
. فلطالما باركت كذبك كله
ولعنتُ ظني !!
* * *
ماذا أقول لأدمع ٍ سفحتها أشواقي إليك ؟
ماذا أقول لأضلع ٍ مزقتها خوفا عليكِ ؟
أأقول هانت؟
أأقول خانت؟
أأقولها ؟
لو قلتها أشفي غليلي !!
يا ويلتي
لا ، لن أقولَ أنا ، فقولي ..
* * *
لا تخجلي
لا تفزعي مني
فلستُ بثائرٍِ ..!!
أنقذتني
من زيفِ أحلامي وغدرِ مشاعري...!!
* * *
فرأيت أنكِ كنتِ لي قيداً حرصتُ العمرَ ألا أكسره فكسرتهِ !
ورأيتُ أنكِ كنتِ لي ذنباً سألتُ اللهَ ألا يغفره فغفرتهِ !
* * *
كوني كما تبغينَ
لكن لن تكوني ..!!
فأنا صنعتك من هوايَ ، ومن جنوني !!
ولقد برئتُ من الهوى ومن الجنون ِ ..!!
رحم الله شاعرنا الرقيق
كامل الشناوى