ميلان خسر معركة «أولدترافورد» فنياً وبدنياً !

لم يكن خروج ميلان الايطالي العريق من الدور الثاني لمسابقة دوري ابطال اوروبا على يد مانشستر يونايتد الانجليزي مجرد ضربة حظ، ذلك لان الفريق الايطالي صاحب الالقاب السبعة في هذه البطولة لقن درسا لن ينساه حيث تلقت شباكه سبعة اهداف في مباراتين امام الشياطين الحمر بسقوطه 2-3 ذهابا على ارضه، ثم تعرضه لهزيمة مذلة ايابا 0-4 لا تتناسب مع سمعته.
على العموم، لا عيب في الخروج امام فريق احرز اللقب عام 2008 وخسر نهائي العام الماضي، لكن الطريقة مقلقة وتؤكد من دون اي شك مدى تراجع مستوى النادي اللومباردي على الصعيد الاوروبي منذ ان توج باللقب عام 2007.
منذ ان احرز اللقب في ذلك العام على حساب ليفربول، خرج ميلان في العام التالي على يد ناد انجليزي اخر هو ارسنال، ثم في الدور الاول الاقصائي في كأس الاتحاد الاوروبي الموسم الماضي ايضا.
واذا كان نائب رئيس النادي ادريانو جالياني ركز على غياب عنصرين اساسيين في صفوفه هما المهاجم البرازيلي الكسندر باتو والمدافع المخضرم اليساندرو نستا، فان هذا العذر غير مقبول على الاطلاق لان كل فريق يمكن ان يمر بفترة مماثلة ولا ينهار بهذه الطريقة، ولا شك بان المشاكل تكمن في مكان اخر.
بكل بساطة، لقد كان مانشستر يونايتد اقوى من ميلان بدنيا وتكتيكيا، وقد جسد هذا الامر مهاجمه المتألق واين روني الذي رفع رصيده الى 30 هدفا هذا الموسم اربعة منها في هذه المسابقة بالذات، وجميعها في مرمى ميلان بعد ان سجل ثنائية ذهابا وايابا، وبدرجة اقل لاعب الوسط الكوري الجنوبي بارك جي سونج الذي كان كتلة نشاط طوال الدقائق التسعين.
والفارق ايضا بين الفريقين بان كل لاعب في صفوف الشياطين الحمر يلعب من اجل مصلحة زميله خلافا لما عليه الحال في صفوف ميلان اقله في المباراة ضد مانشستر.
ويفخر ميلان بانه يعد لاعبيه بشكل مميز من الناحية البدنية بفضل برنامج الخاص الذي يخضع له جميع اللاعبين في مختبر ميلان، لكنه على الرغم من اشراكه سبعة لاعبين لم يتخطوا الثلاثين من اعمارهم، فانه فشل في مقارعة مانشستر يونايتد بدنيا فخسر السباق.
كما ان ميلان خسر المعركة التكتيكية، فلا مجال للمقارنة بين المدرب السير اليكس فيرجوسون الافضل في العالم، وبين مدرب شاب يتلمس خطواته الاولى في مجال التدريب وهو ليوناردو.
نجح فيرجوسون في وضع خطة محكمة لشل مفاتيح اللعب في صفوف ميلان فاوكل الى المخضرم غاري نيفيل في مراقبة رونالدينيو، والى سونغ في البقاء الى جانب بيرلو، فلم يقدم لاعبا اي شيء يذكر. كما ان ليوناردو ارتكب خطا فادحا باشراكه ثلاثة مهاجمين دفعة واحدة في مطلع المباراة ما اثر على توزان الفريق في وسط الملعب، فاستغل مانشستر هذا الامر ليسيطر على مجريات اللعب.