الحياة حلوة

قالت : أخبرني عنك .. كيف هي الحياة معك ؟!

قلت : أعتقد أنها قاسية ..

قالت : تعتقد أم تحس؟!

قلت : وكيف أحس .. و الحياة سحقتني حتى تَفـََتَّتَ إحساسي .. إني لا أخالها سترحمني الآن بعد أن تلاشى الإحساس !

قالت : أهو الزمن .. أم الناس ؟!

قلت : بل أنا !

قالت : وماذا فعلت لتجني كل هذا الألم ..

قلت : أحببت ..

قالت وهي تضحك : وهل الحب قاسٍ هكذا ..؟

قلت : ليتكِ تعلمين ..!

قالت : يقولون أن الحب جميل ..

قلت : ورأيتهُ عذاباً ..

قالت : وأين هي معذبتك؟!

قلت : قريبة جداً ..وبعيدة جداً .. أراها ولا تراني .. واسمعها ولا تسمعني .. انتظرُ طويلاً أمام أبواب قلبها .. فلا تفتح لي .. وأطرق إحساسها بأعذب الكلمات ..وأصدقها .. فلا تصغِ إلي.. ولا تنتهي من الركض في شراييني .. والتأرجح مع أنفاسي .. وإلتهام قلبي كتفاحة نابضة باسمها !

قالت : وما يقربك منها ؟!

قلت : جمالها ..

قالت : و ما يبعدها عنك ؟!

قلت : جمالها !

قالت : وكيف يكون الجمال هو المقرب المبعد ؟!

قلت : جمال المرأة .. ينسي الرجل كل شيء .. إلا أنها جميلة .. كما أنه ينسي المرأة كل شيء.. إلا أنها جميلة !

فيخلص لها إحساس الرجل ، وشعوره ، ونظره .. فيما هي لا تخلص .. إلا لمرآتها .

قالت : جمال المرأة في عقلها ..

قلت : بل عقلها في جمالها ..

قالت : الذكيات .. يخلقن لهن جمال يخصهن .

قلت : والجميلات .. يخلقن لهن ذكاء يخصهن .

قالت : وحبيبتك .. هل قرأتْ ما بقلبكَ عنها ؟!

قلت : وهل تركت ألعابُها وقتاً للقراءة ..

قالت : طفلة ٌ هي ؟!

قلت : ككل الجميلات .. كـَبُرَتْ .. ولم تـَكـبُر .. !

قالت : وألعابها ؟

قلت : قلوب الرجال ..

قالت : ألا تعتقد أنها تعشق ؟!

قلت : ليتها تكتوي بشرارة من العشق .. لتكف عن إحراق قلبي بلظى الهجران ..

قالت : الأ تبحث عن غيرها ؟!

قلت : وهل سأجد مثلها؟

قالت : الأرض ملئ بالجميلات .

قلت : والقلب خالٍ إلا منها ..

قالت : وهل أحببتها لجمالها فقط ؟

قلت : جمالها .. حببني لكل شيء فيها ..

قالت : ماذا أحببت فيها أيضاً ؟

قلت : تغابيها ..

صمتت قليلاً ..ثم قالت : وماذا أيضاً ..

قلت : فلسفستها ..

ابتَسَمَت .. وبعد صمتٍ قالت : وماذا أيضاً ؟

قلت وعيوني لا تفارق عيونها : و كثرة أسئلتها ..

خلدت للصمت .. وأشاحت بوجهٍ لاهب ..

ومن خلف الخـَفَر ..

قالت :

لا تظلم الحياة .. فالحياة حُلوة ..

قلت : نعم .. الحياة حلوة .. فقط معكِ يا.. حُلوتي