[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
تواجد امني كثيف في مدينة السلط إثر اعمال العنف في اعقاب مقتل طالب جامعي أمس - (تصوير: امجد الطويل) |
|
انتشار أمني مكثف بالسلط في أعقاب أعمال عنف إثر الحادثة
إياد الجغبير ونادين النمري
عمان - السلط - شهدت مدينة السلط أمس انتشارا أمنيا مكثفا، في أعقاب أعمال عنف عمت وسط المدينة إثر مقتل طالب في جامعة البلقاء التطبيقية في العشرينيات من عمره طعنا على يد زميله داخل حرم الجامعة ظهر أمس، في حادثة تطورت إلى مشاجرة جماعية بين عشيرتي الجاني والمجني عليه.
وفور انتشار نبأ طعن الطالب الذي توفي جراء إصابته بجرح نافذ في منطقة الصدر بعد نقله إلى مستشفى الملك الحسين في السلط، تجمهر العشرات من أبناء عشيرته أمام البوابة الرئيسية للجامعة التي علقت إدارتها الدوام فيها ليوم أمس الخميس "حرصا على سلامة الطلبة"، وذلك بعد إصابة طالبة بجروح في قدمها بإطلاق نار عشوائي.
وامتدت أعمال العنف إلى داخل مدينة السلط لتطاول محال تجارية فيها ومن بينها معرض للمفروشات، ومحال للألبسة وسيارات حكومية وأخرى مدنية وغيرها، وأحرقت الإطارات في الشوارع، وتضررت سيارات البلدية واستخدمت الحجارة والعصي، وتم كذلك إطلاق العيارات النارية من كلا الطرفين إلا أن ذلك لم يفض إلى إصابات، كما أحرقت العديد من المحال تعود ملكيتها لأفراد من الجانبين.
وعلت سحب الدخان المدينة التي أغلقت محالها التجارية أبوابها، فيما أصيب آخرون من كلا الطرفين، بجروح متفاوتة.
وتمكنت قوات الدرك والأمن العام من تطويق المشاجرة، بينما ظلت الأجواء متوترة حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، ما دفع قوات الأمن والدرك إلى الاستمرار في التواجد بشكل مكثف وسط المدينة وعلى مداخلها، سعيا لضمان عدم تجدد الأحداث.
وتمكنت قوات الأمن العام من إلقاء القبض على الطالب المشتبه بطعنه زميله، وجرى توديعه إلى المركز الأمني المختص للتحقيق معه في القضية.
وعقد اجتماع امني في بلدية السلط لتدارس سبل تطويق الأحداث، ومنع تفاقم الأوضاع بين أفراد عشيرتي الجاني والمجني عليه، وطالب الجميع بالتزام الهدوء.
وأكد المجتمعون "أننا في دولة قانون"، وأن "القضاء هو الحكم والفيصل في جميع القضايا".
ووافق ذوو المتوفى على "عطوة أمنية" لثلاثة أيام، بحسب مصادر من عشيرة المتوفى.
واتفق المجتمعون على "حصر الأضرار التي حصلت في المحال التجارية وفي المرافق العامة والممتلكات ليتم تعويض المتضررين".
وخلال الاجتماع نفسه، طلب الوزير السابق والعين الحالي عبدالله النسور، بصفته ممثلا عن وجهاء المدينة، من القاضي "فرض طوق أمني حول المدينة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه".
وأضاف أن "المشكلة تطورت بسبب بعض أقارب المتوفى العاملين في مستشفى الحسين الذين تواجدوا لحظة وصول الشاب إلى المستشفى، والذين قاموا بإجراء اتصالات مع أقاربهم والذين نشروا نبأ وفاة الشاب وشحذوا الأجواء وجلبوا الفزعة".
وطالب النسور بـ"اتخاذ كافة الوسائل المتاحة حتى لا تقع استفزازات، والعمل على كل ما من شأنه تنفيس الوضع بدلا من إشعاله".
ودعا النسور إلى "تعليق الدوام يوم الأحد المقبل في جامعة البلقاء، حتى لا تتجدد المشاكل بين الجانبين في ظل الأجواء المشحونة بشكل كبير جدا".
وكان مدير مستشفى الحسين الحكومي في السلط الدكتور سعد الخرابشة، أوضح لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن الطالب المطعون (قبل وفاته لاحقا متأثرا بجراحه) يعاني من آثار طعنة سكين في القفص الصدري ونزف، وأجريت له عملية جراحية".
وكان رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عمرالريماوي استنكر "التصرفات التي حدثت بين الطلبة في الحرم الجامعي"، وأعلن "تعليق الدراسة بقية اليوم (أمس الخميس) في كافة الكليات التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية، وهي: كلية عمان وكلية الهندسة التكنولوجية (بوليتيكنك) وكلية الأميرة رحمة حفاظا، على سلامة الطلبة بعد المشاجرة التي وقعت في الجامعة".
في الوقت نفسه، دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني طلبة جامعة البلقاء التطبيقية والمعنيين إلى "ضبط النفس والامتناع عن الإضرار بممتلكات الجامعة".
وقال المعاني لـ"الغد" إنه "أمر مؤسف أن يحصل هذا الأمر في جامعاتنا الأردنية"، مضيفا أن "طريقة التعامل مع هذا الموضوع مسؤولية إدارة الجامعة".
إلى ذلك، اتخذت إدارة الجامعة الأردنية "إجراءات أمنية احترازية لمنع انتقال حالة التوتر" من جامعة البلقاء إليها، بحسب مدير العلاقات العامة في الجامعة كمال فريج الذي أكد إلى "الغد" في أعقاب أنباء عن تعليق الدراسة في الجامعة الأردنية، أن "الدوام في الجامعة كان طبيعيا ولم يجر أي تعليق له".