الابتسامة العريضة والتي تشع سعادة في الصور التي تلتقط لك تمنحك عمراً مديداً، هذا آخر ما توصل إليه باحثون أمريكيون بعد دراسة صور لـ230 لاعب شاركوا في رابطة البايسبول الأمريكية وبدؤوا بممارستها في عام 1950.
ومن خلال الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة واين ستايت يونيفرستي في مدينة ديترويت الأمريكية، اتضح أن اللاعبين الذين كانت بسماتهم عريضة عاشوا لفترة أطول من نظرائهم الذين كانت بسماتهم عادية.
وأوضح إرنست أيبيل الأستاذ في أمراض النساء والتوليد وعلم النفس في الجامعة، أن الابتسامة العريضة مؤشر على السعادة وعلى الموقف الإيجابي لصاحبها، موضحاً أنه من "الصعب تصنّع السعادة عندما نبتسم".
وجمع الباحثون معلومات عن اللاعبين لمعرفة السبب الذي جعل بعضهم يعيش لفترة أطول من غيره فاطلعوا على سجلاتهم الجامعية وأوضاعهم العائلية والاجتماعية وأعمارهم وطولهم وما إذا كانوا يميلون إلى النحافة أو البدانة وفق مقاييس مؤشر كتلة الجسم.
وطلب من مجموعة من المتطوعين شاركوا في الدراسة من دون أن يطلعوهم على أهدافها تقرير ما إذا كانت ابتسامات اللاعبين التي وضعت أمامهم تستحق درجة أولى نزولاً إلى الرقم 3 لمعرفة الارتباط بين السعادة التي تظهر على وجوههم من خلال بسماتهم أو ضحكاتهم وطول أو قصر أعمارهم.
ولاحظ الباحثون أنه في الأول من يونيو عام 2009 مات جميع اللاعبين باستثناء 46 فربطوا بين تلك الابتسامات التي كانت تشع عند التقاط صورهم خلال المباريات وبين طول أعمارهم.
وأكد العلماء أن البسمة الحقيقية أو المثالية التي ترتسم على الوجوه من دون تصنّع هي بسمة " دوشيمي" وهو اسم عالم الاعصاب الفرنسي التي حدد معالمها وهي تلك التي ترتفع فيها الوجنتان وزوايا الفم إلى أعلى وتظهر تجعدات خفيفة على جانبي العينين.
وربطت دراسات سابقة بين الابتسامة الطبيعية التي تعكس سعادة صاحبها وبين نجاحه في حياته الدراسية والمنزلية ورضاه عن حياته.
وقالت مؤلفة كتاب " كيف نكون سعداء"، سونجا ليمبو ميرسكي، وهي أاستاذة في علم النفس من جامعة كاليفورنيا" إن الابتسامة على الأرجح تعكس سعادة اللاعبين"، مضيفة أنها البسمات تعكس السعادة والتفاؤل أو المرونة في الحياة".
للرضيع 3 ابتسامات
أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة أن ابتسامة الطفل الرضيع لها معني ومغزي, حيث قسمها المحللون النفسيون إلى ثلاثة أنواع كل نوع يعبر عن شيء في نفس الطفل, وإليك التفسير الذي قدموه للأنواع الثلاثة وماتحمله كل ابتسامة منهم من معني.
الابتسامة العامة.. وهي ابتسامة مميزة جداً تبدأ في الظهور بعد أربعة اسابيع من الولادة وتستمر لفترة طويلة, وغالباً ماتكون ممزوجة بتعبير المرح الذي يكاد يشع من عين الطفل, وتظهر هذه الابتسامة عندما يري الطفل أي وجه يداعبه ويلاطفه أو يبتسم له, وفي هذه الحالة يعتقد الآباء والأمهات أن طفلهم يخصهم بالابتسامات العريضة اعتقاداً منهم أنه يعرفهم، ولكن الحقيقة أن الطفل في هذه المرحلة يبتسم لكل شخص يقترب منه ويحاول مداعبته.
الابتسامة الخاصة.. وهذه الابتسامة تبدأ في الظهور علي وجه الطفل في مرحلة مابين خمسة وسبعة اشهر وهي قريبة الشبه بالابتسامة العامة, ولكنها تختلف عنها في كونها موجهة للأهل والمعارف المقربين فقط, وهذه الابتسامة الخاصة لها أثر كبير في نفس الأم والأب لادراكهما أن الصغير يبتسم لهما لأنه يعرفهما.
الابتسامة الانطباعية.. وهي التي ترتسم علي وجه الرضيع قبل أن يبلغ يومه الثالث أو الرابع وتظل مستمرة معه طوال الشهر الأول, وهي شبه ابتسامة لانها تبدو لمن يراها وكأن الطفل متردد في أن يبتسم, ومع ذلك يمكن اعتبارها تمهيدا لابتسامة عريضة ترتسم علي ملامح وجهه الطفولي, المهم أن ابتسامة الصغير أيا كانت نوعها لها فعل السحر حيث أنها تنير وجهه.
الضحك .. حكاية طويــــــــــلة
وفي نفس الصدد، أظهرت دراسة علمية حديثة أن الضحك يحقق المزيد من الفائدة للجسم، باعتباره رياضة حقيقية يمارسها الجسم من الداخل.
ويساعد الضحك فى وصول الأكسجين للدم بصورة أفضل، كما يؤدى إلى افراز الهرمونات المثيرة للنشوة، والتى تساعد فى التخلص من حالات التوتر والاكتئاب والقلق، كما أن الضحك يقاوم الفيروسات والبكتريا، حيث وجد الباحثون أنه يطيل عمر الفرد أيضاً.
كما أكدت دراسة جديدة قام بها فريق من خبراء الصحة الأمريكيين، أن الضحك يريح أعصاب الأطفال ويقلل كثيراً من توترهم العصبي، وله تأثير كبير على كيفية تقبلهم للألم والتعامل معه وتحمله.
وأشار الباحثون إلي أن القوة العلاجية للفكاهة والضحك يمكن أن تقلل من الألم، وتحسن أداء جهاز المناعة خصوصاً عند الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان أو الايدز أو السكري، والمعرضين لعمليات زرع أعضاء أو نخاع عظام.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أهمية الفكاهة والضحك يعتبر من الأدوات الهامة في العلاج النفسي، والذي يؤثر بدوره على علاج البدن كما يستخدم فى أساليب المعالجات الطبية في الثقافات البشرية المختلفة.
وأضاف أحد الباحثين أن مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون الشائعة، ساهمت في زيادة قدرتهم على تحمل الآلام الحادة بشكل أكبر وأفضل، وتقليل انزعاجهم وضيقهم، كما تبين أن مثل هذه الأفلام قد تساعد أيضاً في تحسين حالة الأطفال المصابين بمشكلات نفسية كالقلق والعصبية والعدائية.
وأشارت دراسة أخري إلي أن الضحك لمده طويلة يساعد الإنسان على حرق 50 سعراً حرارياً وهو ما يساعد على حرق الزوائد الموجودة فى الجسم.
وقام الباحثون الأمريكيون بوضع 45 من الأزواج أمام مشاهد لسلسلة من المواقف المضحكة فتبين أن حرق السعرات الحرارية لديهم ارتفع أثناء هذه المشاهدة، وهو مايعادل قطعة مربعة من الشيكولاته ولكن لمدة تصل إلى 15 دقيقة.
وينصح العلماء الأمريكيون الذين يرغبون في التخسيس بالبحث عن برامج تلفزيونية ضاحكة لمساعدتهم على عملية إنقاص للوزن.
فيما أكد الأطباء على أهمية الضحك والمرح لأنهما يفيدان عقل الإنسان وجسمه معاً، حيث أوضحوا أن الضحك يحرك الرئتين وكل أجزاء الجهاز التنفسي ويزيد من نسبة الأكسجين في الدم وينظم ضغط الدم ويساعد علي الهضم ويعالج العصبية ويقلل من آثار الضغوط النفسية، كما أنه يساعد علي الاسترخاء.
وأوضح الباحثون أن ممارسة الضحك باستمرار يعطي نفس تأثير تناول المخدرات، مؤكدين أن الضحك المرتبط بالجزء الأيسر للمخ يجعل الجسم يفرز هرمون "الدوبامين" المسئول عن الشعور بالنشوة، موضحين أن أصحاب المزاج يمكنهم الاستغناء عن المخدرات بواسطة الضحك والفرفشة.