احتفاء بتقاليد الصحراء

شخصيات مصرية يحتفي بتقاليد الصحراء والثقافة البدوية
الخميس, 22 أكتوبر 2009
الرؤية الاقتصادية - القاهرة
تشهد محمية وادي الجمال في الفترة ما بين 29 و31 أكتوبر الجاري توافد القبائل المصرية للمشاركة في مهرجان «شخصيات مصرية» في دورته الثانية.

ممثلون عن 21 قبيلة من كل أرجاء مصر يتنافسون ضمن فعاليات المهرجان التي تضم الألعاب والرياضات التراثية وعروض المجوهرات والملابس وطرق التداوي بالأعشاب.

وقال ماجد جورج وزير البيئة المصري، إن التراث الثقافي بأشكاله المرئية وغير المرئية هو أساس تنمية البشر عبر العصور المختلفة، وتعد مصر من أغنى شعوب العالم بتراثها الثقافي، لافتاً إلى دور المحميات الطبيعية في حماية التراث الثقافي والمعارف التقليدية، إضافة إلى تشجيع المجتمعات المحلية على حفظ ثقافاتها المختلقة التي تعكس النظم البيئية الممثلة بالمحميات، حيث توجد رسوم ما قبل التاريخ في الجلف الكبير ووادي الجمال وجبل علبة، والآثار الفرعونية والرومانية في قارون وسيوة ووادي الجمال والزرانيق، وآثاراً مسيحية في سانت كاترين وإسلامية في الزرانيق.

ولفت جورج إلى أن وزارة البيئة تحرص على صون التراث الطبيعي والثقافي، وذلك من خلال تنمية شبكة المحميات الطبيعية التي وصلت إلى 15 بالمئة من مساحة مصر، كما أن هناك جهوداً مكثفة لإعلان محمية وادي الجمال منطقة تراث عالمي لتشجيع السياحة المستدامة، إضافة إلى الاهتمام برفع مستوى الوعي البيئي وتشجيع الجمعيات الأهلية، مثل مركز الوادي للعلوم البيئية، وجمعية رواد الصحراء المصرية للمساهمة في صون الثروات الطبيعية والثقافية.

ويأمل وزير البيئة المصري أن يعمل مهرجان «شخصيات مصرية» على توطيد العلاقات بين المجتمعات الدولية والوطنية والمحلية، مشيراً إلى أن الحدث هذا العام يتواكب مع مؤتمر عالمي دولي على مسافة قريبة من المهرجان في بورت غالب، ويحضر هذا المؤتمر وفود من 196 دولة لمتابعة البحث والتطور في قضية الأوزون، بعد أن قامت جميع دول العالم بالتوقيع على الاتفاقية المتعلقة بذلك.

بدوره، قال زهير جرانة وزير السياحة، إن المهرجان يأتي ليساير استراتيجية الوزارة نحو دعم المقاصد والأنشطة السياحية البيئية من خلال برامجها الترويجية في شتى أنحاء العالم، وهو يأتي كخير مثال على ما ينبغي القيام به للترويج لعناصر الثقافة والبيئة والتراث «يعد المهرجان خطوة نحو جذب سياح ذوي ثقافة خاصة، بحيث يتيح لهم فرصة التعرف إلى التراث الثقافي للقبائل المصرية وحرفها وقيمها الاجتماعية والاقتصادية، ما يسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والتي لم تكتشف على نطاق واسع حتى الآن»، لافتاً إلى أن المهرجان يهدف إلى إضافة فوائد وقيم اجتماعية واقتصادية من شأنها الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية وتنمية المجتمعات المحلية فى المناطق السياحية البيئية.

وأشار اللواء مجدي القبيصي محافظ البحر الأحمر «التي تحتضن المهرجان» إلى أن مصر كانت منذ فجر التاريخ مقصداً لكل الثقافات والهجرات، ما جعلها بوتقة لتلاقي الثقافات، وخلق نسيجاً يحوي تراثاً إنسانياً وحضارياً فريداً يعبر عن عبقرية المكان، ما دفع الجهات المعنية إلى بذل جهود كبيرة للمحافظة عليها وترسيخها عبر تدوينها خوفًا من اندثارها «نعتز بإقامة هذا الحدث على أرض محافظة البحر الأحمر، وخصوصاً في محمية وادي الجمال الغنية بمواردها الطبيعية واحتوائها على ثقافات متنوعة وتعد بالكثير كمنطقة سياحية بيئية»، لافتاً إلى ضرورة الاستغلال الأمثل لهذا الحدث وتسويقه كعوامل جذب سياحي في المحافظة والمناطق الأخرى التي تزخر بتراث مشابه.

وأكد عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة أنه تم الترويج لهذا الحدث دولياً وهو لا يعبر

فقط عن منتج سياحي، بل أيضاً ككيان ثقافي وفني متكامل تجتمع فيه جميع القبائل، ما يعبر عن قوة مصر ومنتجاتها المتعددة في ظل التنمية المستدامة والمسؤولية الواقعة على الجميع للحفاظ على عناصر البيئة.

من جهة أخرى قال وليد رمضان رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، إن الدورة الماضية حققت نجاحاً دون وجود رعاة للفعاليات «نتوقع أن يحقق المهرجان هذا العام المزيد من النجاح في ظل هذا الحضور القوي من وزارتي السياحة والبيئة ومحافظة البحر الأحمر والكثير من الرعاة الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة في المهرجان بعد اقتناعهم بفكرته»، مشيراً إلى أن الحدث يتضمن أيضاً التسويق للإبل المصرية.