لا نحتاج دروسا من أحد في المواقف القومية

وزير الثقافة المغربي ردا على مثقفين مصريين: لا نحتاج دروسا من أحد في المواقف القومية

رئيس اتحاد كتاب المغرب: لا نخضع للمزايدات ومواقف بعض المثقفين المصريين ضغينة ضدنا

الرباط: سعيدة شريف
أعلن محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي أن بلاده لا تحتاج الى درس من أحد في مواقفه الوطنية والقومية، وأنها لا تنصت في جميع مواقفها إلا لقناعاتها الشخصية وللصوت الشرعي الفلسطيني.
وأضاف الأشعري، الذي كان يتحدث صباح أمس في مؤتمر صحافي عقده بمناسبة انعقاد ندوة «الرواية العربية في نهاية القرن: رؤى ومسارات»، التي ستنظمها وزارة الثقافة المغربية واتحاد كتاب المغرب ما بين 25 و27 سبتمبر (أيلول) الجاري بالرباط، والتي اعتذر عن عدم المشاركة فيها بعض المثقفين المصريين بسبب نهج التطبيع الذي بدأ يسلكه المغرب مع اسرائيل على حد قولهم، إنه لا أهمية لموقف هؤلاء المثقفين المصريين على الاطلاق لأن الندوة سيحضرها حوالي 47 كاتبا وناقدا من مختلف أقطار العالم العربي ومن بلاد المهجر في أوروبا وأميركا ومن بينهم طبعا كتاب ونقاد مصريون.

وأضاف الأشعري أن «المثقفين المغاربة يمكن لهم أن يشهروا هذا النوع من المقاطعة في كل وقت وحتى تجاه مصر ولكنهم لا يفعلون، فقد شاركوا في ندوات ولقاءات في مصر من قبل، وسيحضرون في ندوة «الرواية والمدينة» بالقاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل رغم وجود سفارة لاسرائيل في القاهرة».

أما حسن نجمي، رئيس اتحاد كتاب المغرب فكان واضحا في رده حينما اعتبر موقف بعض المثقفين المصريين بمثابة نوع من الضغينة تجاه المغرب الثقافي واستخفافا بما يعتبرونه اطرافا ثقافية أو هامشا ثقافيا.

و قال نجمي «نحن في اتحاد كتاب المغرب نرفض بقوة وبشدة هذا الموقف، ونأسف لأننا نخضع للمزايدات السياسية التي تبتعد بنا عن الابداعات الحقيقية»، مضيفا انه «بقدر احترامنا للمثقفين فنحن نرفض كفاعلين وأدباء في اتحاد كتاب المغرب هذه المزايدات التي تستهدف، ليس فقط انضاج مواقف المثقفين، ولكنها تستهدف بالأساس أن تمزق مختلف أشكال التواصل بين المثقفين العرب، فماذا لو قرر المثقفون المغاربة مقاطعة مصر باعتبار أن مصر هي التي دشنت هذا الخيار؟».

وأضاف نجمي أنه يستغرب لادراج أسماء الأدباء: رضوى عاشور وجمال الغيطاني وابراهيم أصلان في رسالة الاعتذار عن عدم المشاركة في الندوة والاحتجاج من قبل المثقفين المصريين، وذلك لأنهم غير مبرمجين أصلا في أشغال الندوة بسبب عدم تأكيد الحضور أو بسبب الاعتذار المبكر لبعضهم. وقال إنه يتأسف لكون بعض المثقفين ما زالوا يحاولون الاستمرار في العيش بمثل هذا النوع من القضايا، عوض أن يستمروا في الحضور بابداعاتهم وانتاجاتهم الفكرية.

وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الثقافة المغربية واتحاد كتاب المغرب بيانا عبرا فيه عن أسفهما لتغيب الكاتبين المصريين محمود أمين العالم وصنع الله ابراهيم عن الندوة، وعن رفضهما لكل أشكال المزايدات اللفظية.

وجاء في البيان «وإذ نقدر كتابات هؤلاء المبدعين المثقفين، ونحترم حقهم في أن يكون لهم رأي أو موقف، فإننا نرفض بقوة في الآن نفسه المزايدة اللفظية السياسوية أيا كان موضوعها وصاحبها ولو اتخذت سبيل اللباقة، ونربأ بالمثقفين والمبدعين أن يركبوا الافتراء وعبارات من نوع «توالت الأنباء» سبيلا للرأي. ونؤكد بالمناسبة عميق تقديرنا لمصر ولمبدعيها ومثقفيها الشرفاء ولمؤسساتها الثقافية والفنية الفاعلة بحق، وحرصنا على مواصلة تمتين التواصل والروابط العربيين بعيدا عن الأهواء».