عايدة و غابريال كانتا من فريق التبادل الطلابي حين كنت بفرنسا. عايدة فتاة اسبانية , مرحة , خفيفة , طيبة القلب ,وجهها يحمل الكثير من معالم الطفولة . أما غابي أو غابريال فهي من المكسيك , منطلقة و تحب الحرية و الحياة , و ترغب في الإستمتاع بوقتها دائماً. شاءت الأقدار أن تكون هاتين الفتاتين رفقاء لبعضهما البعض طوال مدة السفر فعايدة لا تتحدث الإنجليزية بشكل جيد بينما تتحدث غابي الإسبانية بطلاقة.
في أحد الأيام كنا في حفلة في أحد منازل أصدقاءونا بمدينة تولوز و هو لبناني الجنسية مسيحي الديانة و يدعى توفيق و يسكن بصحبة صديق فرنسي له, و في أثناء الحفلة طلبت مني غابي أن أتحدث إليها عن الإسلام حيث أنها لا تعرف عنه الكثير و أيدت عايدة هذا الحوار لنفس أسباب غابريال , و بعد قليل انضم إلينا توفيق ......
طلبت منهم في البداية أن نذهب إلى مكان آخر حيث أن الحديث عن الأديان لا يصح أن يكون حيث الموسيقى الصاخبة و رائحة الكحول العارمة , فكان اختيارنا للشرفة ... جلسنا على الأرض و بدأ الحوار ..... أخبرتهم أن الإسلام جاء بعد عصر من العبودية و الرق يأكل فيه القوي الضعيف , تهان فيه الإنسانية , تستعبد النساء ... إلخ , و أن الإسلام نزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) و أن أركانه خمس و قمت بشرحهم بالتفصيل , كما أخبرتهم أن كتابنا هو القرآن و أنه من عند الله , كما أن لدينا سنة الرسول (صلى الله عليه و سلم) و شرحت لهم الفرق بين القرآن و السنة.
بعد أن تحدثت إليهم فيما يزيد عن النصف ساعة طلبت منهم الإستماع إلى أسئلتهم , فغابي كانت عينها مليئة بالأسئلة .... سألتني غابي إذا كنا نتزوج من أربعة نساء مرة واحدة؟ ابتسمت لها و الحمد لله و كأن وحياً من السماء كان يساعدني في هذه المسئولية. بدأت إجابتي بأن الإسلام عظم من شأن الزواج و جعله رابط إجتماعي و ليس فقط علاقة جنسية بين شخصين, و أن الله يربط بين الأزواج برباط مقدس حيث أن الزوجين هما أساس الأسرة و التي هي أساس المجتمع. و شرحت لهم مافي الآية الكريمة و أن الرجل يمكن أن يتزوج من أربعة نساء بشرط العدل بينهم و أنه لا أحد يستطيع ذلك , كما أخبرتهم أنه في بعض المجتمعات قد يفوق عدد الإناث الذكور لذا فما الأفضل للمرأة أن تكون زوجة لها حقوق و واجبات أم مجرد مستودع لتفريغ بعض الشحنات الزائدة و أرفقت ذلك بأن الإسلام أعطى الحق للمرأة في اختيار زوجها لأنه شريك حياتها , لذا فهي حرة تماماً في الإختيار .
بعد ذلك سأل توفيق عن زواج المتعة , فقلت له أن الإسلام حرم زواج المتعة و أنه ليس من الإسلام في شيء, فأجاب قائلاً و لكن بعض الشيوخ قد أفتوا بأنه حلال على شاشات الفضائيات. رددت كلامي مرة أخرى بأن زواج المتعة ليس من الإسلام في شيء و أنه بدون النظر إلى شيوخ الفضائيات و بتفكير بسيط فإنه ليس من الممكن لدين قد جعل من الزواج رباطاً مقدساً و سما به إلى هذه الدرجة أن يحلل زواج المتعة.
سألتني عايدة بعد ذلك عن الطلاق و بالخصوص في حالة إذا أحبت إمرأة متزوجة شخص آخر غير زوجها , أجبتها بأن هذه الحالة تشتمل جوانب عديدة و ليس جانباً واحداً , فإن الله قد خلق الحب ولا يمكن تجريم الحب بأي شكل من الأشكال , ولكن إذا كانت هذه المرأة مسلمة بالفعل و ليس فقط كما هو في بطاقتها فإنها لن تقوم بطلب الطلاق و هدم أحد أنوية المجتمع و تشريد أطفالها لمجرد أنها تحب رجل آخر , و بفرض أنها ليست كذلك و طلبت الطلاق من زوجها لأنها ترفض العيش معه , فإن كان هو الآخر مسلماً سيطلقها و لن يجبرها على العيش معه و لكن هذا بعد أن يتم تدخل فرد من أهله و فرد من أهلها كمحاولة لفض الخلاف و المحافظة على كيان الأسرة و المجتمع.
قالت غابي , ولكني أعلم أنكم تجلدون من يمارسون الجنس بدون زواج , قلت لها نعم و لكن لهذا شروط ففي البداية ينبغي وجود أربعة شهود على ذلك و ذلك حرصاً على المجتمع من الفتنة و ذكرت لها موقف الفاروق عمر عندما رأى رجل يزني بإمرأة و رفض الصحابة الإستماع إليه لعدم توفر الشهود الثلاثة الآخرين و أخبروه أنه سيجلد إن أفصح عن أسمائهم. بعد ذلك ذكرت لهم حكم الزنا في الإسلام و هو الجلد أو الرجم مع التوضيح في كلتا الحالتين .
سألتهم إذا كان لديهم أسئلة أخرى و لكن قاولوا أنهم سيفكرون و سيسألوني في وقت لاحق , الحمد لله إجاباتي كانت مقنعة تماماً لهم فلقد أحسوا بأني أجيب من فوق أرض صلبة و لست أراوغ في إجاباتي أو أتهرب من الأسئلة و كما قلت لكم و كأن وحياً من السماء كان يساعدني في ذلك. قمت أيضاً بإرسال بعض الروابط لهم كموقع رسول الله و موقع عن الإسلام متوفر بعدة لغات.
أحب فقط أن أنوه بأنه على عاتقنا مسئولية كبيرة .... يجب أن ننتشر .... نريهم ..... نسمعهم ..... نجيب على أسئلتهم !!!