طويت صفحة مذبحة عيد الميلاد المجيد 2010م في نجع حمادي والحال على ما هو عليه لنقول لكل المؤسسات المدنية والأمنية والقضائية
وفي الحقيقة عندما طويت هذه الصفحة تذكرت ابني عندما تعلم برنامج الكتابة "وورد" على الكمبيوتر فعلمته كيف يفتح صفحة "وورد" وكيف يعد الصفحة وكيف ينسقها وخلافه ,, ففتح صفحة وأخذ يجرب ما تلقنه شفهياً بطريقة عملية, وكنت معه خطوة, خطوة وكتبت له ملاحظاتي على نفس الصفحة التي فتحها حتى يمكنه الرجوع إليها ويعرف أخطائه ويتفادى الوقوع فيها مجدداً ,, وفي آخر المطاف وبعد أن تعبنا أنا وهو من المناقشات في برنامج "الوورد " سألني وقال كيف يمكنني حذف الصفحة؟ فعلمته ,, وسأل أيضاً كيف يمكنني طوى الورقة وفتح صفحة جديدة؟فعلمته أيضاً!! وبعد أن علمته ذهب وفي سرعة البرق وفي لمح البصر حذف صفحته التعليمية, وما أن لاحظت منه هذا التصرف وبخته بشدة وعنفته وقلت له أنت لا تتعلم أبداً
" انتهى الدرس يا غبي!!
من ليس له صفحة يتعلم منها أخطائه فلم يكون له مستقبل لتنسيق صفحة جيدة,, ولا يكون له مستقبل أفضل.
وها نحن في حياتنا وقصتنا مع صفحات الاضطهاد الديني في مصر, نطوي أو نحذف صفحة تلو الأخرى بدون أن نتعلم شيء أو نخرج بشيء.
الأحداث متشابهة ومتكررة ,, بدءاً بالزاوية الحمرة مروراً بالكشح والعديسات والمحلة الكبرى وغيرها !! وغيرها!! من الأحداث وصولاً لمذبحة نجع حمادي, وها نحن نطويها لتلحق بسابقتها من الأحداث.
الحكومة المصرية
أثبتت أن الأمن كان متواجد وفي أهبة الاستعداد ليلة العيد,, وعقب الحادث بمدة قليلة, سلم الجناة أنفسهم بمحض إرادتهم,, وأثبتت التحريات واللجان المشكلة من مجلس الشعب وكل ما له صلة بالحكومة, أن الحدث فردي ولا يوجد فيه شبهة طائفية ولا يوجد محرض طائفي استغل أو استأجر هذا القاتل ليقوم بما فعله,, وأثبتت أيضاً أن القاتل له مشاعر وقد غار على حدث مفتعل ملفق وقصة أشبه بالخيال وهي قصة اغتصاب طفلة في فرشوط,, وكأن الحكومة بررت هذه الفعلة لتفتح المجال لآخر ليقوم بفعلة أخرى!!!!!!!
الحكومة لم ولن تتعلم من صفحات التاريخ في مثل هذه الأحداث,, وعندما قام الحقوقيون منادون باللا رجعة للمجالس العرفية ,, فعلت الحكومة والحزب الحاكم مسرحية أخرى أشبه بالمجالس العرفية مع تغيير بسيط في المشاهد,, بأن قامت الجهات الحكومية والشعبية والحزب الحاكم وقيادات الدين الإسلامي بتقديم واجب العزاء, تحت أضواء فلاشات كاميرات التصوير للصحافة الحكومية والفضائية والصحف المقروءة والمصورة, جميعهم كان لهم دور في توجيه الأضواء على مشاركات مفتعلة وديكورات لعزاء وهمي ,, ولا عزاء في المواطنة.
الإعلام أيضاً لم يستفيد من الدروس,, وعالج الموضوع كلٍ بما يحمله من اتجاه,, فالذين هم ضد الحكومة والحزب الحاكم ,, أخذوا ينادون ضد الحكومة فتحولت الساحة من معالجة صادقة للحدث حتى لا يتكرر, إلى مزايدات عن من الأفضل الحزب الحاكم أم الإخوان أم غيرهم من الأحزاب.
ولكني لا أنكر أن هناك من الصحافيين والحقوقيين من كان لهم مشاعر صادقة ليس تجاه الضحايا فقط بل تجاه مصر كلها بكل المصريين,, هم الذين استفادوا من الدروس السابقة.
ومن هم مستأجرون للحكومة وحزبها الحاكم,, جعلت من صفحاتها مسرحية هزلية جديدة لتصف لنا يقظة النظام,, وحيادية النظام ,, ومشاركة النظام أحزان المسيحي المقهور, وأن الحدث فردي وغير طائفي وهو حدث إجرامي من الدرجة الممتازة, وغيرها !! وغيرها !! من المتملقات الصحفية
وللكل أقول أيضا.
انتهى الدرس يا غبي!!