نزار قباني قصيدة سأدرس حتى أحبك عشر لغات

أحبك جدا . .
وأعرف أن الكلام القديم انتهى . .
وأن علي الذهاب
الى ما وراء الكلام . .

وأعرف . .
أن حمام الطفولة طار بعيدا
ولم يبق عندي من القمح
ما يستثير فضول الحمام . .
فلا أنت مثل جميع النساء . .
ولا أنا . . ممن يقولون في الحب
أي كلام . . .

أحبك جدا . .
وأعرف أني وصلت
الى حاءط اللغة المستحيله . . .
وأشعر أن العبارة ضاقت عليك .
وأن البلاغة تلهث حول استدارة خصرك . .
والشعر . . والنثر . . والمفردات .

أيا امرأة . .
تتحدى جميع نصوصي . .
وأحتاج ـ حتى أكون على مستواها ـ
الى عشرات اللغات . .

أحبك جدا . .
وأعرف الأنوثة برق . .
وأن القصيدة برق . .
وأن النساء الجميلات . . برق
وأن البروق العظيمة . .
لا تستعاد . . .

أحبك جدا . .
وأشعر في رغبة للخروج
على كل عادتنا السابقه . .
وتغيير أسمائنا السابقه . .
فهل من سبيل
لتحديث هذا الغرام ؟ .

وهل من سبيل ؟
لتغيير جلدي . . وجلدك ؟
صوتي . . وصوتك ؟
عمري . . وعمرك ؟
هل من سبيل ؟
لتغيير لون الشفايف ؟
لون المناشف ؟
لون العواطف ؟
ما بين حين وحين .
وتغيير شكل كؤوس النبيذ . .
وشكل أواني الطعام ؟؟

أحبك جدا . .
وأعرف أن طريقة عشقي . .
صارت عتيقه . .
وزرقة عيني صارت عتيقه
وأن وصول بريدي اليك . .
وارسال ورد جميل لبيتك
صار طقوسا عتيقه !!

أحبك جدا . .
وأعرف أنك آخر لحظة شعر . .
وآخر قطرة حبر . .
وآخر زنبقة فوق سور الحديقه
وأشعر في لحظات الحنان المفاجيء
أنك أمي . .
ولو كان لي أن أميز
بين الصداقة والحب ،
لاخترت فيك الصديقه . . .

أحبك جدا . .
وأعرف أن العلاقة بين النساء وبيني
مقررة من ألوف السنين .
وأن أهم محطات عمري
مطرزة بخطوط (الداماسكو) . .
وذاكرة القطن . . و(الموسلين) . .
فلا تتعتري أمامي . . بغير اكتراث
فاني أواجه قشطة نهديك عند الصباح
كأني أواجه جيشا من الياسمين !!

أنا منذ جمسين عاما .
أحاول تأسيس مملكة للنساء . .
يثرثرن فيها . .
ويرقصن فيها . .
ويعشقن فيها . .
ويغسلن أقدامهن بماء الحنين .

وها أنذا راقد في فراشي
فلا من ممرضة أسعفتني .
ولا من دمشقية قبلتني . .
ولا من عراقية دللتني . . .
ولا من رفيق . .
ولا من أنيس . .
ولا من معين . . .

أحبك جدا . .
وأعرف أن جواز المرور
الموقع منك . .
سيفتح باب السماء أمامي
ويدخلني جنة المؤمنين . .

أحبك جدا . .
وأحلم أن تدهشيني بثوب جديد . .
وعطر جديد . . ورأي جديد . .
وأحلم أن تمطريني
بنهر طويل . . طويل من الأسئلة . .
وأحلم أن تطلعي من قماش الوسادة كالسنبلة . .
أحبك جدا . .
وأعرف أنك لا تعرفين . .
وتلك هي المسئله !!

أيا وردة البحر ، والضوء ، والشمس ، والعافية . .
يضايقني أن تديري شريطا قديما
يضم قصائدي الماضيه . .
لماذا الحنين الىرجل آخر ؟
واني أمامك يا غالية .
وماذا تهمك أسماء كل الزهور ؟
وأنت البنفسجية الباقيه .

أنا يا صديقة . .
أكره صوتي المسجل فوق شريط
وأكره شعري الذي يتناثر بين الخليج وبين المحيط
كنهر الرماد . .
فأرجوك . . لاتجعلي من حياتي أسطوانة . .
ولا تذبحيني بسكين صوتي
فاني تعبت كثيرا . . بهذا الشريط المعاد . . .

غدا تعلمين . .
غدا تعلمين . .
بأن الرجال أحبوك . .
ـبعد قراءة شعري ـ
وأني ما كنت في لعبة الحب وحدي
ولكنني كنت حزبا كبيرا من العاشقين . . .

» نزار قباني قصيدة أبي
» نزار قباني قصيدة بالأحمر فقط
» نزار قباني قصيدة المطر
» نزار قباني قصيدة الأفتتاحية
» نزار قباني قصيدة ألإنـاء