الكلمه الطيبه صدقه

المشاركات : 618 تاريخ التسجيل : 15/06/2010 العمر : 55

الكلمة عبارة عن مجموعة من الأصوات المختلفة تسمى أحرفاً تتجمّع بشكل معيّن متفق عليه بين الناس لتعبُّر عن معنى معيّن تفهمه تلك المجموعة من البشر، لتكوّن مجموعة الكلمات لغة خاصّة بتلك الثلة من المتّصلين فوق الأرض، ومع تعدّد اللغات فوق الأرض، مازال مفهوم الكلمة واحداً مفاده أنّها مجموعة أصوات تسمى أحرفاً تتجمّع بشكل محدّد تعني معنى معيّناً لقائل الكلمة ولسامعها، ومثال ذلك كلمة كرسي عبارة عن صوت الكاف وسمي في لغة العرب كافاً ثمّ الراء والسين والياء لتتجمع الأحرف في كلمة تعني كرسياً.

والإتِّصالُ الإنساني مجموعةٌ من الوسائل منها المكتوبُ ومنها الإشاراتُ ومنها حركاتُ الجسم ومنها النظراتُ ولكنّ أكثرَها إستعمالاً بين البشر هو أداةُ الكلمة بأشكالها اللغوية المختلفة في الكون، وتحتلُّ الكلمةُ المكانة العليا بين الوسائل الإتِّصالية مستخدمة جارحة اللسان، تلك الجارحة التي لا تعرف الكلل ولا الملل، وتقع هذه الجارحة في الرأس في مكان إستراتيجي مهم، في مكان مخصّص داخلي هو الفم، وفي العادة لا يرى كيفية أدائه بالنسبة لمستخدمه ولا لسامعه إلّا في بعض المخارج المحدودة، ولكن النتائج اللسانية مسموعة للمُرسل والمُستقبل، فالكلمة أوّل ما تقع على الأذن لتسرع في إرسالها إلى العقل والقلب الداخليين (إلا في حالات الصمم تستخدم العين بدلاً من الأذن للإستفادة من الكلمة).

ومن هذه المقدمة نفهم أنّ الكلمة هي ملكة الأدوات الإتِّصالية بين البشر ومعرفة صياغتها فن يحتاج إلى تعليم وتدريب حتى توافق جوهر المعنى المطلوب إيصاله إلى أخي الإنسان.

وقد علّمنا معلِّم البشرية صلى الله عليه وسلم أنّ الكلمة الطيِّبة صدقة يؤجر عليها صاحبها، ويربح إستثماره الدنيوي فيها، ولخص صلى الله عليه وسلم مواصفات الكلمة جميعها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في كلمة خيرية يمكن أن يجني مرسلها ثمراتها في كلمة "طيبة" فالطيِّب من القول هو المطلوب كسياحة فكرية في عالم قاموسنا الكلمي بمساحة عقلنا البشري.

وكثيراً ما نركِّزُ على الحبّ العظيم الذي نكنه للآخرين، وكثيراً أيضاً ما نركِّز على نوايانا الجميلة نحوهم ورغبتنا الشديدة في إهداء النصح لهم، وكل هذا الجمال الداخلي غير المرئي لمحاورنا يجعلنا ننسى أهمية فن صياغة الكلمة المسموعة، وننسى أيضاً أن أحبابنا من المستمعين لا يملكون القدرة البشرية على سماع صوتنا الداخلي الجميل، بل ما يستطيعون سماعه هو الكلمة المسموعة في شكل أحرف صوتية، فليس من الحكمة أن نظلمهم مرّتين:

1- مرّةً عندما أرسلْنا كلمةً تعبرُ عن مشاعرنا الحقيقية، فأساءَ الفهم ذلك المستمعُ المسكينُ، لأنّنا قصّرْنا في إستخدام أداة الكلمة معه، فتلقاها بشكلها التجريحي المؤلم من وجهة نظره.

2- ومرّةً أخرى أنّنا لم ندركْ أنّه لا يسمعُ غير الكلمات المنطوقة، ولا يستطيع سماع نوايانا وأفكارنا المخفية في مملكتنا الذاتية ولذلك حثنا – عليه الصلاة والسلام – على الكلمة الطيِّبة، وأخبرنا أنّها صدقةٌ مراعياً صلى الله عليه وسلم حبَّ الإنسانِ الفطري للربح، فكلُّ كلمة طيِّبة هي صدقة له، فإذا استشعرَ الإنسان أنّه في امتحان دنيوي مهمّته فيه أن يحقّق هدفه الكبير (رضى الله تعالى والفوز بالجنّة) ووسائله كثيرة جدّاً عليه أن ينتقي أفضلها مستخدماً التفكير الإقتصادي المربح المسمى بالفرصة البديلة والتي تدر على الأرباح بأقل التكاليف، أدرك أنّ الكلمة الطيِّبة التي لا تأخذ منه إلا لحظاتٍ دنيوية، كما أنّها لا تستهلك منه طاقة كبيرة ستدر عليه بإذن الله – تعالى – ربحاً مؤكداً، فَمِنَ الغباءِ ألّا أستخدم الكلمةَ الطيِّبة النبوية في الإستثمارات اليومية اللحظية في حياتي، مدركين أنّه يستحيلُ على الإنسان الطبيعي أن يعيشَ حياته دونَ كلام، فمن الفطنة والكياسة والذكاء أن تكونَ إستثماراتُنا في جارحة اللسان بتعليمها وتدريبها على فن صياغة الكلمة الطيِّبة.

صَدَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عندما علّمنا أنّ الكلمة الطيِّبة صدقةٌ، نتصدقُ بها على أنفسنا لجني الربح المؤكد، أضف إلى ذلك أنّ الإسلام يُركِّزُ على الكلمة الطيِّبة وفن صياغتها لنتعلّم أن أصعب مهمة في الدنيا بعدَ معرفة المبادئ الصحيحة هي:
فنُّ صناعة العلاقة الإنسانية.

والعمود الفقري لهذا الفن يتمحور حول معرفة:
فنِّ صياغةِ الكلمة الطيِّبة.
ومن غير الكلمة الطيِّبة سأعيشُ في بيئة تصادمية مزعجة غير منتجة لا يتوفر فيها الأكسجين الصحي للتعايش الإنساني السعيد.
فالكلمة الطيِّبة المصاغة بحنكة هي أساس وقلب وقاعدة العلاقة الإنسانية المتقنة، فلا نتخيّل لعلاقة جميلة بين إنسان وأخيه فوق الأرض أن تتحقّق من غير الكلمة الطيّبة، والعاقل يدرك أنّ الدين الحق يركّز على العلاقة الإنسانية السوية، لأنّه لا يستطيع أن يعمر ذاته ويعمر غيره من أحبابه والمتصلين به بمفرده، والعالم السويّ المتحضر الذي يعمل في فريق عمل موحد يبدأ من ذاتية الإنسان المحبّة للتعايش بصناعة الكلمة الطيِّبة في دائرة الأسرة إلى دائرة الأرحام إلى دائرة الجيران إلى دائرة المدرسة إلى دائرة العمل إلى دائرة الأصحاب إلى دائرة المجتمع إلى دائرة العالم، والبداية الأولى هي الكلمة الطيِّبة المنطوقة على مستوى الفرد مع أخيه الإنسان أينما حل وأينما ارتحل معه

موضعك طويل كثير سندباد تحياتي

المشاركات : 618 تاريخ التسجيل : 15/06/2010 العمر : 55

انا معك انه طويل لاكنه مفيد . اشكرك ثلج على المشاركه

المشاركات : 534 تاريخ التسجيل : 25/06/2010 العمر : 45

سندبا د موضوعك جميل ومفيد وشكرا

المشاركات : 618 تاريخ التسجيل : 15/06/2010 العمر : 55

الاخ عماد مريان لك شكري وتقديري على مرورك العطر تقبل تحياتي

الكلمه الطيبه
هي الكلمه الدافئه التي تريح القلوب
وهي التي تصفي الخلافات بين الاعداء
لنطهر افواهنا بلكلمات الطيبه
شكرا لك سندباد على جميل الكلام
تحياتي الك

الكلمه الطيبه
هي الكلمه الدافئه التي تريح القلوب
وهي التي تصفي الخلافات بين الاعداء
لنطهر افواهنا بلكلمات الطيبه
شكرا لك سندباد على جميل الكلام
تحياتي الك

المشاركات : 618 تاريخ التسجيل : 15/06/2010 العمر : 55

صدقت ايتها الاميره بنت الشمال . كما يقولون الكلمه الحلوه تقال والرديئه تقال . لما لا نكسب ود الاخرين بكلمه طيبه . لك اجمل تحيه وتقدير